اليابان.. لون الحياة

 عندما يتباذر إلى أذهاننا إسم اليابان تأتينى تلك الصورة المنمطة عن بلاد بعيدة كل البعد عاداتنا و تقاليدنا نحن كعرب، تلك الصورة المصغرة عن بلاد عريقة غنية بالتراث و الثقافة الامحدودة التي صدرت لنا كل ما نعرفه اليوم عن بلاد الشمس أرض الحضارات و الغنى الثقافي الضارب جدوره في التاريخ من حقبة لحقبة رسمت لنا معالم جل ما نعرفه اليوم عن كوكب اليابان و ما يميز اليابان أن الشعب الياباني يفتخر و يعتز بثقافة و تاريخ بلاده حاله كحال جميع الشعوب في العالم و هذا يتجلى لنى بالصورة التي يصدرها الشعب الياباني لا من ناحية الفن أو كيف يساهمون في بناء بلد كانت و لا زالت من بين الدول الأكثر إنفتاحا و تطورا.  

جل ما صدر لنا عن كوكب اليابان من عادات و تقاليد تميزهم وحدهم عن باقي دول العالم و من أشهر هذه التقاليد في اليابان و هو الإحترام المتبادل حيث نجد أن اليابانيين يلقون التحية فيما بينهم بالإنحناء أو عند طلب المسامحة هذه العادة المتعارفة عندهم هي رمز من رموزهم ورثوها جيلا عن جيل و تدل على مستوى الوعي و الرقي الذي تربى الشعب الياباني عليه و يعطينا تصورا واضح المعالم عن تطور العلاقات فيما بينهم و نضوج العقلية اليابانية التي خرجت من أزمات و حروب. هذه التقاليد المبنية على حب و تقبل الٱخر و الرحمة و المودة بين الشعب الياباني الذي أعطى للعالم إنطباعا بمنتهى الجمال عن بلاد تتطور و تواكب الحداثة فيما نجد من العادات أيضا إحترام الوقت فاليابانيون دقيقون جدا في مواعيدهم و هناك أيضا العمل الجماعي و التحلي بروح المسؤولية و تسبيق المصلحة العامة عن المصلحة الشخصية و تكريس الوقت للرعاية بالأشجار و الحدائق فاليابانيون يحبون الأشجار و من أشهرها أشجار الكرز "الساكورا" و ما يميز اليابان عموما هو نقاء مدنها و جمال مناظرها الطبيعية. من منا لا يريد زيارة اليابان أول إنطباع يأتي لأذهاننا أننا في بلاد الحرية و الجمال حيث تتناسق الألوان و يلتقي سحر الطبيعة مع عراقة الأبنية و المباني التاريخية جمال ينسينا وطننا و كأننا في الديار. من الناحية الثقافية اليابان غنية بالموروث الثقافي الذي يميز اليابان عن باقي الدول و الثقافات المختلفة فيما نجد اللباس التقليدي "الكيمونو" الخاص بالمرأة و هو من أشهر الألبسة التاريخية العتيقة الشاهدة على عراقة التاريخ و ما يميزه ألوانه الزاهية و تصاميمه الأنيقة و هناك طقوس ترتيب الأزهار و العناية بأشجار الكرز "الساكورا". و هناك الفنون من أشهر الفنون في اليابان الرسم، الرسم يعد كالحياة بالنسبة لليابانيين حيث كان لديهم طريقتهم و أسلوبهم الخاص في الرسم و من أشهر اللوحات على الإطلاق لوحة "الموجة العظيمة لكاناغاوا" و من الفنون التقليدية كذلك فن المسرح "الكابوكي" الذي يتميز بالعروض المسرحية التقليدية و أزيائه الفاخرة و هناك أيضا الفنون القتالية مثل "الجودو" و "الكاراتيه". هناك ثقافة الساموراي أو المقاتل النبيل هذه الثقافة كانت منتشرة كثيرا في اليابان خلال العهود الإقطاعية و ما يميزه السيف الياباني الأصيل "الكاتانا" الذي ما زال إلى يومنا هذا تراثا لاماديا و رمزا للثقافة اليابانية. و أخيرا هناك المانجا و ثقافة الأنمي التي أعطت لليابان الصورة التي نعرفها عنه اليوم ما زالت الكتب المصورة اليابانية "المانجا" تلاقي نجاحا و إقبالا كبيرا خارج اليابان خاصة بين فئة المراهقين و الشباب مثلها مثل "الأنمي" الذي أصبح له متتبعون من كل أرجاء العالم.



التراث المادي و لامادي لليابان غني الموروث الحضاري تاريخ عريق لإمبراطورية الفن و الجمال عبق تاريخ ضارب جذوره في تاريخ البشرية، تتعدد المعالم الحضارية و التاريخية لليابان بين معابد، مباني تاريخية و قصور و من أشهرها معبد "كيوميزو" في كيوتو و هناك ضريح "ميجي" في طوكيو، هناك قصر "هيميجي" في أوساكا و هناك قصر "ماتسوموتو" العريق، هناك جبل فوجي الشهير الذي يعد من أهم المعالم الطبيعية للبلاد.


تاريخيا تأثرت اليابان بالصين كثيرا نظرا لقربهما الجغرافي كانت التأثيرات رهينة البعثات و الرحلات الصينية لليابان حيت تأثرت دينيا و ثقافيا حتى من نظام الكتابة حيث صدرت الصين لليابان نضام الكتابة الصينية إلى أن قاموا بإختراع نظام كتابة جديد خاص بهم. من أهم الفترات التي مرت في تاريخ اليابان و هي فترة "إيدو" 1603 - 1868 و هي فترة عرفت إنغلاقا على الذات و الإكتفاء فقط بالحكم الذاتي مع توقف الإتصال بالعالم الخارجي هذه الفترة إنتهت مع بداية عهد "ميجي" لتبدأ البلاد مرحلة أخرى من التغيرات السياسية و الجغرافية في المنطقة إنتهت بحربين و خسارة الحرب.    

Comments