الراب المصري.. قصة إبداع

 عرفت مصر مع بداية الألفية الثانية الكثير من التغيرات الفكرية لا على مستوى المذاهب و توجهات الأفراد خاصة فئة الشباب الذين وجدوا في الراب متنفس لهم يبعدهم و يلهيهم عن متغيرات الحياة اليومية. أصبح الراب المصري أو الطراب كما يسمى اليوم ينتشر بشكل ملحوظ في المجتمع المصري بين فئة الشباب و المراهقين في السنوات الأخيرة مع أوائل ظهوره في مصر مع بداية الألفية أصبحت هذه الظاهرة الغربية المنفتحة لها تأثير كبير في الثقافة المصرية المعاصرة وسط مجتمع محافظ و غالبيته مسلمون. 


إليك نظرة عن تطور هذا النوع من الفن في مصر!


الراب أو الطراب كما يحلو للجيل الجديد تسميته هو نوع من أنواع الموسيقى بدأ يدخل لمصر في أوائل الألفية الجديدة متأثرا بالثقافة الغربية من خلال التأثر المباشر بالراب الأمريكي الذي كان يهيمن عليه فنانون مثل "توباك" و "إمينيم" و غيرهم. بدأ الشباب المصري يستوحون و يحاكون هذا النمط الجديد على الثقافة المصرية بدأوا في الأول بأسلوب بسيط مع إستخدام كلمات بالعامية لتتماشى مع الثقافة المحلية الشيء الذي كان غريبا في الأول على المجتمع المصري المحافظ تقبله، في هته المرحلة كان الراب ينتشر بشكل واسع بين الفئات الشبابية في المدن الكبرى كالقاهرة و الإسكندرية و كان غالبيته تهم مواضيع حياة الشوارع و القضايا الإجتماعية و الحياة اليومية مع مرور الوقت بدأ الراب المصري يأخد طابعا محليا بحثا حيث مزجوا بين أسلوب الراب الأمريكي و اللهجة المصرية.

مع بداية ظهور الإنترنت و وسائل التواصل الإجتماعي إنتشر الراب على نطاق أوسع كما بدأ بالتطرق للمشاكل الإجتماعية و السياسية و الإكراهات التي يواجهها الشباب في المجتمع المصري في البدايات كان يعاني الفنانون من صعوبة جذب الجمهور نظرا لأن هذا النوع كان جديدا على الثقافة المصرية و من الصعوبات أيضا ضعف الإنتاج لأنه لم تكن هناك شركات إنتاج كبيرة كما هي الٱن.


الراب و السياية!


كانت ثورة 2011 محطة فارقة في تاريخ الراب المصري حيث بدأ فنانون في إستخدام الموسيقى كأداة للتعبير و الإحتجاج عن الأوضاع السياسية التي كانت تعرفها البلاد حيث أصبحوا رمزا للشباب المعارض للنظم الدكتاتورية و صوت للشارع.


بعد الثورة أصبح الراب جزءا من الثقافة الشعبية للبلاد مع ظهور فنانين موهوبين مثل "ويجز" و "مروان بابلو" بدأ الراب المصري يتطور من ناحية جودة الأغاني و الألحان و لا من حيث الإنتاج، كما أنه بدأ ينتشر في الوطن العربي و يحضى بإهتمام أكبر و برزت أسماء عديدة مثل "عفروتو" و "زلزال" حيث أصبحوا رمزا للجيل الجديد لفناني الراب المصري.

حاليا الراب جزء من الهوية الثقافية للشباب المصري و العربي عرف الراب و خاصة في مصر تطورا كبيرا في الإنتاج و التوزيع حيث أصبح أكثر إحترافية من ذي قبل.


رغم النجاح الكبير الذي عرفه الراب المصري عموما إلا أنه لا يخلوا من إنغاصات كالإنتقادات من المجتمع المحافظ الذي يرى أن الأغاني بها كلمات نابية و تهدم القيم و الرقابة من السلطات على الأغاني التي تناقش القضايا الإجتماعية أو السياسية الحساسة. هناك فئات عديدة من المجتمع المصري ترى في الراب تهديدا للتقاليد الإجتماعية و أنها تحث على العنف و السلوكيات المضادة للمجتمع كالسب و الشتم و الترويج للمخدرات مما يخلق جدلا واسعا النطاق بين أطياف المجتمع عن النظرة العامة لموسيقى الراب.




و في الأخير هناك أسباب عديدة تجعل الشباب في مصر و حول العالم يحبون الراب و ثقافته و يبقى التعبير عن الواقع المعيشي و الإجتماعي من أهمها كالتعبير عن معاناة الناس و مشاكلهم اليومية، و أحلامهم و طموحاتهم. كلمات الراب تكون عادة جريئة إلى حد ما و تلامس القلب و تحكي عن قضايا إجتماعية عديدة كالفقر و التهميش و البطالة و هناك الحرية المطلقة في التعبير الراب يعتبر رسالة مباشرة لمن يهمه الأمر من خلال الكلمات يمكن للفنانين مناقشة مواضيع سياسية حساسة في إطار حرية التعبير كقضايا الظلم الإجتماعي و الفساد الذي يحيطون بالمجتمع. هناك الأسلوب المتمرد يتميز بالتمرد عن القواعد الإجتماعية و السياسية لهذا يحب الكثير من الشباب الإستماع لموسيقى الراب حيث يجدون في الراب وسيلة للتعبير عن سخطهم و تحدي النظم الفاسدة و هذه هي ثقافة الشارع أو موسيقى الشارع..  

Comments